وكالة أنباء الحوزة - أسس المرحوم آية الله الحائري اليزدي الحوزة العلمية في قم، وأرسى بذلك مدرسة خرج منها نجوم لامعة مثل الإمام الخميني وآية الله الكلبايكاني.

ولما كان للشيخ عبد الكريم الحائري دورٌ محوري في تأسيس وتجديد المدرستين العلميتين في مدينتي أراك وقم، فإن أجيالاً من علماء الشيعة تظل مدينةً لخدماته العلمية والتنظيمية.

ومن بين تلامذته الذين تتلمذوا على يديه مباشرةً في قم وأراك: "الميرزا هاشم الآملي"، "الشيخ محمد علي الأراكي"، "السيد أحمد الحسيني الزنجاني"، "السيد محمد الداماد"،"السيد أحمد الخوانساري"، "السيد محمد تقي الخوانساري"، "السيد كاظم الشريعتمداري"، "السيد محمد رضا الكلبايكاني"، "السيد شهاب الدين المرعشي النجفي"،"السيد روح الله الخميني" و"السيد صدر الدين الصدر" حيث أصبح كل واحدٍ منهم إما عالماً بارزاً وذا تقوى، أو بلغ مرتبة المرجعية العليا للشيعة.

أما الشيخ مرتضى الحائري، نجل الشيخ الراحل، والذي رافق والده لسنواتٍ طويلة في طلب العلم واكتساب الخبرة، فقد تولى مهام التبليغ الديني كممثلٍ لآية الله السيد حسين البروجردي في واشنطن خلال فترة مرجعيته.

وحقق الشيخ عبد الكريم مكانةً بارزةً في إيران بفضل تأسيسه للحوزة العلمية وانتشار شهرتها، مما جعل رضا شاه -الذي تسلم الحكم بالتزامن مع وصول الشيخ إلى قم- يُضطر إلى الاستعانة به لتحقيق أهدافه.

وإن كانت هذه العلاقة قد سهّلت أحياناً الحصول على الموافقات الدينية لمشاريع رضا شاه التحديثية، إلا أنها حققت نتيجتين رئيسيتين:

1. وفّرت لمنظومة العلم الديني والمرجعية العليا فرصةً تاريخيةً لاستعادة مكانتهما في المجتمع الإيراني بعد أحداث الثورة الدستورية (بالفارسية: جُنبش مشروطه‌خواهی)، حتى تُخطّطا للمستقبل بثقة.

2. مكّنت الحوزة العلمية وقادتها من اتباع منهجٍ ثقافيٍ هادئٍ بعيدٍ عن الصدام السياسي المباشر، مما ساعد في كبح الانحرافات والمشاريع المعادية للدين في عهد رضا شاه، أو على الأقل إبطاء وتيرتها.

يذكر أن هذا النص ترجمة من اللغة الفارسية لمحتوى ورد في كتاب "طبقات أعلام الشيعة"، وليس النص الأصلي للكتاب.

لقراءة النص باللغة الفارسية اضغط هنا.

المحرر: أ. د

المصدر: وكالة أنباء الحوزة